الجزائر وإيطاليا: من مزوّد طاقة إلى شريك صناعي.. تحوّل استراتيجي يقلب الموازين
وسط عالم مضطرب بالطاقة والجغرافيا السياسية، تسجّل الجزائر طفرة نوعية في علاقاتها التجارية مع إيطاليا، تحوّلها من مجرّد مزوّد للغاز إلى شريك صناعي وزراعي استراتيجي على ضفاف المتوسط.
📉 الغاز يتراجع.. لكن الفائض التجاري يتوسع!
رغم تراجع صادرات الجزائر من الغاز إلى إيطاليا بـ 23.5% خلال الفترة الأخيرة، لتصل إلى 9.4 مليار يورو، إلا أنّ الجزائر تحتفظ بصدارة الشركاء الطاقويين لإيطاليا بفارق مريح، محقّقة فائضًا تجاريًا ضخما بـ 11 مليار يورو.
📈 معدّات، زراعة وصناعة.. طموح متعدّد الأوجه
في المقابل، تسجّل الصادرات الإيطالية نحو الجزائر تحوّلًا لافتًا:
ارتفاع صادرات المعدات الصناعية بنسبة 31.8% إلى 285 مليون يورو، ما يعكس انتقال العلاقات إلى شراكات إنتاجية على الأرض.
تراجع صادرات السيارات الإيطالية بـ 7.5%، ما قد يرتبط بتوجه الجزائر لتوطين الصناعة محليا، كما في مشروع مصنع "فيات" بوهران.
تراجع واردات النفط الخام بنسبة 42.3% يقابله ارتفاع ملحوظ في واردات المنتجات البترولية المكرّرة بـ 29.7%، ما يعكس تغييرًا في تركيبة المبادلات.
🌍 الجزائر في صدارة إفريقيا
بحجم تبادل يناهز 58 مليار يورو، تتربع الجزائر على رأس قائمة الشركاء الأفارقة لإيطاليا، متقدمة بفارق كبير عن باقي المنافسين.
🏗️ مشاريع استراتيجية: فيات وتيميمون
يتعزز هذا التحوّل بشراكات ميدانية ضخمة:
مصنع فيات لتركيب السيارات في وهران.
مشروع تيميمون الزراعي الضخم في الجنوب الجزائري، الذي يعكس توجه الجزائر نحو الأمن الغذائي وتصدير المنتجات الزراعية.
⚠️ منافسة محتدمة.. ودور محوري منتظر
رغم هذه الأرقام المطمئنة، تحذر تقارير إيطالية من تصاعد المنافسة الإفريقية بفعل التوغّل الصيني، الأمريكي، التركي، الإماراتي وحتى الهندي، ما يفرض على الجزائر تثبيت مكانتها عبر تنويع الشراكات والاستثمار في القيمة المضافة.
📌 الجزائر.. محور الغاز والتنمية المتوسطية؟
في ظل تفكك المنظومة الروسية وبحث أوروبا عن بدائل آمنة ومستقرة، تبدو الجزائر مرشّحة لقيادة محور الغاز والتنمية المتوسطية، بفضل موقعها الجغرافي واحتياطاتها الضخمة وإصلاحاتها الجديدة.
---
🔍 الخلاصة: من مجرّد حقل غاز، تتحوّل الجزائر إلى منصة صناعية وزراعية محورية تربط إفريقيا بأوروبا، وسط سباق جيو-اقتصادي ستحدّد نتائجه خريطة النفوذ في المتوسط لعقود قادمة.
