محمد بوضياف.. السي الطيب الوطني الذي اغتالته رصاصة غادرة
يُعد محمد بوضياف من الشخصيات البارزة في تاريخ الجزائر الحديث، وأحد الأسماء الخالدة في ذاكرة الثورة التحريرية. وُلد سنة 1919 ببلدية المسيلة، ونشأ في بيئة بسيطة غذّت فيه حب الوطن والنضال.
🔶 مناضل وثائر:
انخرط مبكراً في العمل السياسي ضد الاستعمار الفرنسي، وكان أحد الأعضاء المؤسسين لمجموعة الـ22 التاريخية التي فجّرت الثورة الجزائرية في الفاتح نوفمبر 1954. ساهم بوضياف في وضع اللبنات الأولى للكفاح المسلح، وتحمل مسؤوليات قيادية كبيرة داخل جبهة التحرير الوطني.
🔶 إبعاد ونفي:
بعد الاستقلال سنة 1962، اصطدم بوضياف بالخلافات التي عصفت بقيادات الثورة حول شكل الحكم وتوزيع السلطة. قرر الابتعاد عن الحكم وذهب إلى المنفى بالمغرب، حيث أسّس حزب الثورة الاشتراكية وبقي معارضاً للنظام القائم لسنوات طويلة.
🔶 العودة الصعبة:
مع اشتداد الأزمة الأمنية والسياسية التي ضربت الجزائر بداية التسعينات بعد إيقاف المسار الانتخابي، استُدعي بوضياف سنة 1992 لقيادة المجلس الأعلى للدولة كمنقذ ووجه نظيف يحظى باحترام شعبي واسع. حاول في بضعة أشهر أن يواجه الفساد ويعيد هيبة الدولة ويوجّه الشباب نحو العلم والعمل، حاملاً شعار «الدول هاذو باش فاتونا.. فاتونا بالعلم».
🔶 الاغتيال:
في 29 جوان 1992، اغتيل محمد بوضياف بمدينة عنابة أثناء إلقائه خطاباً رسمياً. صدم اغتياله الجزائريين جميعاً وأغلق صفحة من صفحات الأمل التي ربطوها بشخصه.
🔶 إرث خالد:
رغم مرور 33 سنة على رحيله، لا يزال بوضياف رمزاً للنزاهة والوطنية الصادقة. بقيت كلماته حية في ذاكرة الجزائريين، تذكّرهم بأن العلم وحده يصنع الأمم القوية، وأن الوفاء للوطن يكون بالفعل لا بالشعارات.
رحم الله محمد بوضياف وكل شهداء الجزائر الأبرار 🇩🇿🕊️
